حين تتخلى امريكا عن وظيفة شرطي العالم ...!!

حين تتخلى امريكا عن وظيفة شرطي العالم ...!!
لا يختلف أحد على أن ذلك الأمر ، يشكل حدثا يتجاوز خصوصية الأمن الدولي ، سواء على الحدود أو داخل الدول ، مما يفرز احداثيات جديدة لا تخطر على بال أحد ، وكيانات ومكونات يصعب السيطرة عليها في المدى المنظور ، لهذا فإن الرسالة الأهم هي أن الشرطية الأمريكية إذا تخلت فجأة وبدون سابق انذار عن وظيفتها ، فإنها ستحدث فوضى عارمة وغير مسبوقة عالمياً ، بالتالي فإن ما يجب فهمه وتفهمه هو : أن على أمريكا قبل أن تتخلى عن وظيفتها أن تجد البديل المتفق عليه دولياً ، وهنا لا بد من قول كلمة حق مفادها : أنه وعلى الرغم من تحفظاتنا على الكثير من السلوكيات الأمريكية سواء في منطقة الشرق الأوسط ، أو دولياً ، فإنها تشكل أنموذجا في الحماية الأمنية العالمية ، عدا عن الفعالية في تحشيد التضامن العالمي تجاه غالبية القضايا المستعصية ، وقد حافظت في الحد الأدنى على دورها في محاكاة الأزمات الدولية البحرية والجوية والأرضية ، والسياسية والاقتصادية إلخ
وإذا كانت الشرطية الأمريكية خجولة في بعض الأماكن ، ففي تقديرنا كإنسانيين أن المسألة تعود إلى التروي من أجل فهم الحيثيات وحقيقة المخاطر على الأمن والسلم الدوليين ، فضلاً عن وجود رهانات لا يمكن تجاهلها ولعل أخطرها يتمثل في إعادة تدوير الإرهاب ، ومواصلة الاستثمار بأدواره الوظيفية في منطقة الشرق الأوسط ، وبعض الأماكن على المستوى العالمي ، ومثل هذه الحقيقة تجعلنا نفكر مليا فيما بعد أمريكا كشرطي للعالم ، بالتالي فإن الوقائع والمعطيات تؤكد بشكل لا لبس فيه أن المرحلة الإنتقالية لأمريكا من تولي الأمن العام العالمي ، إلى الأمن القومي الأمريكي ، ستكون مرحلة من أخطر المراحل ، وفي تقديرنا أنه إذا لم يكن هناك توافق وتنسيق في أدق التفاصيل ، فلا يمكننا التنبوء في المشهد الأمني العالمي القادم ...!!
الأمن العالمي يا سادة اكبر من أي شكلية تتصل بحجم هذه الدولة أوتلك ، سواء كانت في وفاق أو خلاف مع أمريكا ، التي تعمقت في مفصليات الحدود ، في وقت تكشف فيه كل عمليات التهريب للأسلحة وغيرها ، فضلاً عن كشفها المسبق لٱسترتيجيات إعادة الترميم في صفوف الإرهابيين  بعد هزائمهم ، وكيفية استثمارها بالوقت الإضافي ..!!
وخلاصة القول : لا يمكننا كإنسانيين قبول فكرة تخلي أمريكا عن وظيفة شرطي العالم ، ما لم يكن هناك بديل بحجم القوة والقدرة الأمنية الأمريكية النوعية على المستوى العالمي ...!! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .
د. رعد مبيضين .

Comments

Post a Comment

Popular posts from this blog

Human awareness

المنطقة تحتاج إلى مشروع قائم على الإنسانية والأمن الإنساني...!!

إذا حذفتم الإنسانية الجميلة ، ماذا تضعون بدلاً عنها ؟!!