على حساب من الإصرار على تخليق - دون كيشوت - أردني في الخارج ؟!!

 حساب من الإصرار على تخليق - دون كيشوت - أردني في الخارج ؟!!
في تقديرنا المتواضع أن تصنيع دون كيشوت أردني في الخارج لا يمكن تفسيره دون الأخذ بعين الاعتبار المستجدات الإقليمية والدولية والمحلية ، والتي يراد تعديلها على ضوء هذه المصلحة أوتلك لإستمرارية المهمات والوظائف لهذه الأدوات التي غدت متناقضة مع ذاتها في المضمون وإن بدت مضبوطة في الظاهر ، ما يعني أن فكرة تصنيع دون كيشوت أردني تأتي مخرج لمدخل الهزائم والتأزم والفضائح ، وللهروب إلى الأمام وكسب وقت إضافي ، إذا
لهذا تصر على التصنيع بعض الأحزاب والقوى السياسية التي فقدت مشروعيتها في الشارع ، وخسرت تبعاً لذلك الهامش الواضح من إبتزاز الحكومة والمساومة على ما تبقى من قوت المواطن المنكوب دائماً بدفع أثمان كل الشروط الإضافية والتي تعتبر للأسف الشديد مغانم سياسية لهذه الجهة أو تلك من ناحية ، ولسد الفراغ الحاصل في المشهد السياسي من بؤس واقع احزابنا نتيجة الإستعصاء في فهم المعادلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأردنية من ناحية ثانية ، والمخرج النهائي ما نراها ونسمعه من إستغلال بشع لا يوفر حتى تلك الوقفات الاحتجاجية البريئة والمحمية أمنيا من قبل الحكومة الأردنية ، ويأتي من يريد ان يقنعنا بدون كيشوت أردني يفاوض على المعتقلين السياسيين تاره ، وكأنه في الأردن لدينا معتقلين سياسيين !! شر البلية ما يضحك !! وتارة أخرى يصدر تعليماته لحراك الرابع ، يا سلام : وهل الرابع يدار من الخارج وب أصابع الدون كيشوت المصنع من قبلكم ؟!! وبعدها يمتطي صهوة جواده ليقابل كبار رجال الدول في الإقليم ويحصل منهم على ملفات غاية في الخطورة على عموم الدولة والنظام الأردني - يا الله رحماكم بنا - لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، على هذا الخرف السياسي ، أي زهايمر اصابكم ؟!! ملفات من شأنها تغيير كل شيء في الأردن !! يا لطيف دولة عمرها يقارب القرن من الزمن من عهد الإمارة إلى اليوم ، دولة ما زالت تحبل و تلد قامات وهامات إنسانية يأتي هذا الدون كيشوت المصنع من قبلكم كي يهددها !!
وبالطبع يأتي كل ذلك بالتزامن مع حملات مشوه ضد أناس لم نرى منهم أي إساءة حتى تجاه من يسيء لهم ليل نهار ، وهنا أتساءل سؤال الباحث عن إجابة شافية : نظام الحكم دستوريا في الأردن ، هو : نيابي ملكي وراثي ، فما ذنب الملك عن قصور الفهم لدى هذه الجهة أو تلك ، وضيق أفق الذهنية السياسية العامة عن التطبيق العملي للدستور ؟!! لا ذنب للملك ونحن هنا لا نسحج ولا نجامل ، لأن كل من إطلع على الأوراق النقاشية الملكية يدرك حقيقة ما نقول ، وهذه واحدة ، أما المسألة الثانية : فإذا كان لك قضية مع أي مسؤول فما ذنب زوجة هذا المسؤول ، وما ذنب اهل زوجته ؟!! فقط لنخجل من هذه الألفاظ والعبارات التي لا تعبر في تقديرنا إلا عن حالة إنسداد الأفق السياسي الحزبي والذي لا يمتلك القدرة الأدنى لإشغال أي وقت سياسي حاضر أو قادم ...!!
ويبقى السؤال المنطقي متصلا بالأهداف والاجندات والعناوين التي تحرك هذه الحجر الشطرنجية بهذا المكان أواحوالكم ذاك ، وفق إحداثيات يبدو أنها في عجلة من أمرها إلى درجة تناست معها تفاقم أزماتها داخل وخارج حزبها والذي لا يحتاج إلى دون كيشوت فحسب ، وإنما إلى عصا سيدنا موسى عليه السلام ، لهذا انصح بالتوقف فوراً عن هذه المهازل المكشوفة من ناحية والتي تكشف غطائكم المتعفن من ناحية ثانية ، إضافة إلى حقيقة أجدها غائبة تماماً عن ذهنيتكم الطفولية في السياسة وهي : أن الأردن مظلة النظام وليس العكس، وهذا أولاً ، وثانيا : الأردن هو الذي يحدد اجهزته ورجلاته بحسب مقتضيات المراحل وليس العكس ، وثالثا : هناك إرادة جمعية دولية وإنسانية تقضي بأن يكون الأردن دولة عميقة لعدة أسباب لن اشرحها الآن لكي تبقون أنتم وأمثالكم خارجها ، ورابعا : فقط تفحصوا أحزابكم من الداخل ولو لرؤية عيوننا نحن ما يطلق علينا مسمى ما بين قوسين (قرامي البلاد ) ، وخامسا : أنصح وبشدة أن يصحى كل شخص وكل حزب وكل جهة لنفسه وقبل فوات الأوان ، سيما وأن تهيأت الأرضية للإرهاب أشد جرما وبشاعة من الإرهاب ذاته .
لماذا ؟!! لأنه قد ينتج ما هو أخطر بكثير على عموم الإقليم والأمن الدولي والأمن الإنساني عموماً ، ما يعني أن قضيتكم قد تصبح عابرة للقارات وأنتم في غفلة من أمركم !!
ونحن إذ نقول كل ما سبق نعود ونؤكد على استحالة تحقيق أي اجندات فوق الأراضي الأردنية ، بالتالي لن ينفعكم لا دون كيشوت ولا غيره ، وعليكم خشية مصيركم المحتوم أن بقي هذا المستوى المتدني الذي يلوح بمجموعة من الفتن التي يستطيع شرحها في العلن أي طالب في المراحل الإبتدائية ، ولكن لكل وقت أذان ، هذا عدا عن أن تعويلكم على هذه الدولة أو تلك هو عبارة عن ضرب من الأوهام التي لا ولن ترقى لمستوى الخيال لا الحقيقة ، سيما وأن من تعولون عليهم يبحثون عن قارب نجاة لا سفينة نجاة والحر من طرف الطعام يذوق !!
وفي الختام نقول : إن كل ما تقومون به ، إنما يعكس حدود ومساحة التأزم القائمة داخل أحزابكم المنتهية صلاحيتها محليا وإقليميا و دوليا . خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .
د. رعد مبيضين .

Comments

Popular posts from this blog

Human awareness

المنطقة تحتاج إلى مشروع قائم على الإنسانية والأمن الإنساني...!!

إذا حذفتم الإنسانية الجميلة ، ماذا تضعون بدلاً عنها ؟!!