التحذير الإنساني من مغبة الوقوع في الرذيلتين الإعلامية والسياسية .. !!

التحذير الإنساني من مغبة الوقوع في الرذيلتين الإعلامية والسياسية .. !!
تزامناً مع تزايد خطورة المرحلة الراهنة ، يأتي تحذيرنا كإنسانيين للجميع وبكامل الإقليم الشرق أوسطي ، من مغبة الوقوع في الرذيلتين الإعلامية والسياسية ، لأن هنالك أسس وقواعد سياسية وإعلامية جديدة ومختلفة تماماً عما كان يمارس بالأمس القريب ، أسس لا يمكن أن تعيها عقول هي في الأصل كانت عقيمة في العالم القديم وغير محترفة ، وإلا لما كان الواقع الإقليمي على هذا الشكل الدموي والمضمون غير الإنساني ، وحتى تتضح صورة التعقيد أكثر نود التنويه إلى أن التحذير لم يأتي كنتيجة حتمية لتلك التشابكات المتعددة والمختلفة في رؤية الأهداف والمصالح بين كافة الأطراف ، إلى درجة تختلط فيها الأفهام العاجزة عن استيعاب المبادئ الجديدة للسياسة العالمية ، وإنما جاء كي نؤكد أن هنالك عمود فقري جديد في السياسة العالمية أساسه بين قوسين ( الإنسانية والأمن الإنساني ) ، إذن عملية الفرز في الإعلام والسياسة ليستا صعبة يا سادة وإنما مستحيلة لعدة أسباب ، أهمها أن السياسي والإعلامي لم يغادر ما طلب منه كموظف لخدمة الأحادية القطبية العالمية ، وبقي ضمن الصورة النمطية يؤدي الدور الوظيفي ولم يتجاوز الإطار الأمتثالية والتنفيذية الإعلامية والسياسية ، ما يعني أن النقدية الإعلامية والسياسية كانت ضمن أطر تحريضية ودعوية للتبشير بديمقراطية الأحادية القطبية لا أكثر ، وهذا ما أنتج انعدام تام أفقي وعمودي في الرؤية الإعلامية و السياسية ، وإلا كيف نفسر كل هذا الخوف والتردد والمواربة في التعامل مع حقائق العالم الإنساني الجديد ، ومحاولة التلهي بما يقول ترامب حامل نعش الأحادية القطبية ؟!!
ومما يزيد من حدة التعقيدات أن المرحلة لا تزال تتفاعل وتتغير وهي مليئة بالتناقضات والاحتمالات ، وبصراحة أكثر : فصول الحدود لم تكتمل ، وصور الدول لم يتم التوافق عليه ، وكإنسانيين نزعم أننا في صدارة الحدث إن لم نكن جوهر الحدث ، ونرى بوضوح وبعين غير حولاء معالم وملامح القادم القريب في المنطقة والعالم أجمع ، أتحدث عن شفرات عالمية تفسر كل ما تصدع وأنهار وتساقط وصعد أمام أعينكم جميعاً ، وقد حاولت أمريكا وبكل قوتها أن تدرك مضامين اللحظة السياسية الراهنة فلم تفشل فقط ، بل أخفقت ، والإخفاق أشد من الفشل ، لأن الفشل يمكن المحاولة فيه مرات بينما الإخفاق لا يمكن فيه محاولة التجربة مرة أخرى ، وضمن سياق هذه الحقيقة التي كلفت أمريكا ما لا يصدقه عقل ، يأتي تحذيرنا للجميع وبكامل الإقليم الشرق أوسطي ...!!
ولن أخفيكم أننا نتابع وبدون انقطاع براعة وبلاهة البعض في محاولات التشكل سياسياً وإعلامياً مع واقع مختلف ، ليس لتحقيق جملة من الأهداف السياسية الراهنة كما يعتقد البعض ، أو لغايات تصريف عملة سياسية على طاولة المفاوضات لسد هذه الثغرة أو تلك ، وإنما لكسب أوراق ضاغطة مختلفة في عمقها وما تحمل من قضايا جديدة ، وفق شروط ومعايير العالم الصاعد ، لضمانة الاستمرارية الدول في شكلها الحالي والحدود، إذن عملياً نحن إزاء لحظة سياسية تحمل ما نسميه بين قوسين ( شرطية الاجتهاد السياسي ، ضمن الاستحقاق الإنساني) والتي يرتفع سقفها وينخفض تبعاً لحركة القوى العظمى في العالم المتعدد الأقطاب ، وضمن تفوق الإدراك النوعي لفهم اللحظة السياسية الراهنة ، لحظة التحول السياسي ، وإلا كيف نؤكد ونعاود التأكيد من مغبة الوقوع في الرذيلتين الإعلامية والسياسية عن قصد أو غير قصد ، ودعونا في هذه المقالة نذكر حكام الشرق الأوسط بما حدث مع سفيان الثوري رضي الله حين دخل على أبي جعفر المنصور : أدخلت على أبي جعفر المنصور بمنى، فقال لي : ارفع إلينا حاجتك، فقلت له : اتق الله فقد ملأت الأرض ظلما و جورا، قال فطأطأ رأسه، ثم رفعه فقال : ارفع إلينا حاجتك، فقلت : إنما أنزلت هذه المنزلة بسيوف المهاجرين و الأنصار، وأبناؤهم يموتون جوعا، فاتق الله و أوصل إليهم حقوقهم، فطأطأ رأسه ثم رفعه فقال : ارفع إلينا حاجتك فقلت : حج عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لخازنه : كم أنفقت؟ قال : بضعة عشر درهما و أرى ههنا أموالا لا تطيق الجمال حملها، و خرج .
لا أعرف هل سنتفهم يا سادة يا كرام الأولويات من خلال ما جاء على لسان سفيان الثوري رضي الله ؟!
أم سيدفع كامل المجموع ثمن إغراق المنطقة ببحر من الاضطراب والدماء والضياع نتيجة هذا التناحر المصطنع ، والذي له ارتداد كإرثي على عموم المنطقة و الغرب وفي مقدمته أمريكا ، لهذا نأمل من كامل المجموع وبخاصة الأطراف المتناحرة في المنطقة أن تسير في ركبنا الإنساني ، وأن تكون هيئتنا الجليلة على المستوى العالمي مرجعيتها السياسية والإعلامية ، سيما وأننا نؤسس مع والروس والصينيين والإيرانيين وعموم دول البركس ، عالم أكثر توازناً وأمنا وسلاما ، عالم تسوده قيم الأخلاق والاحترام المتبادل بين مختلف الدول والأقطاب الدولية ، عالم يمكننا من إسقاط ثلاثية العالم ، ووأد كافة أشكال ومضامين الإرهاب ، والتحرر من الاحتكار العلمي ، والهيمنة الثقافية ، وتوجيه المال إلى التنمية الشاملة والمستدامة ، وإيجاد حل دائم وعادل لكافة القضايا في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، وتعظيم العلاقات بين أبناء الإقليم الواحد ، وذلك من خلال سعينا إلى التأسيس لما نسميه ( جامعة الدول الإنسانية ) تلك الجامعة التي تعلي من الدور المقاوم في المنطقة ، ذلك الدور الذي أنقذ كامل المنطقة التي كانت ستصادر لصالح المجهول ، وتأسر البشر والحجر والشجر ، وكل ما فوق الأرض وتحت الأرض ، لصالح قوى إجرامية إرهابية استفادت من سايكس بيكو المشئوم ، وإننا إذ ننظر إلى حجم ونوعية المقاومة التي وصلت إلى التفوق النوعي والحرفية في الرد على الإستراتيجية المعادية من داخلها وإسقاطها قبل الدخول الميداني ، وإلا كيف تجد التدخل العسكري مترنحاً منذ بداية الأزمات في المنطقة إلى اليوم مع حزننا العميق على الخسائر في الأرواح ، فإننا لا ولن ننسى الدور الروسي في المنطقة ، وانحسار التفرد الأمريكي والخبث الصهيوني ، وفي الختام نعاود التأكيد على أن السلام في المنطقة مصلحة إنسانية عالمية عليا ولكامل المجموع ، هذا في الوقت الذي نجد فيه من الخطورة المجازفة في توهم الفهم الخاطئ ، ولا بد من مرجعية علمية وفكرية وثقافية ، للسياسيين والإعلاميين خوفاً من مغبة الوقوع في الرذيلتين الإعلامية والسياسية ، والتي تستغل أبشع استغلال من قبل أعداء الإنسانية والأمن الإنساني العالمي ...!! خادم الإنسانية . مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .
د. رعد مبيضين .

Comments

Popular posts from this blog

Human awareness

المنطقة تحتاج إلى مشروع قائم على الإنسانية والأمن الإنساني...!!

إذا حذفتم الإنسانية الجميلة ، ماذا تضعون بدلاً عنها ؟!!