امريكا تريد تركيا دولة فاشلة ..!!

امريكا تريد تركيا دولة فاشلة ..!!
اكاد اجزم أن أردوغان يتصرف وفق خطة تنتقل من مرحلة إلى أخرى وفق برنامج معد سلفا ، والسؤال كيف ؟! ولماذا ؟!! ولمعرفة الكيف علينا ان ندقق جيدا بمجموعة الأزمات التي تمر بها تركيا منذ تسلم اردوغان وحزبة لليوم  الحكم في تركيا ،  دعونا قبل ان نطيل في الكيف نجيب عن لماذا ؟! حتى نضمن وحدة الموضوع في ذهنية القارئ ، سيما وان إجابة لماذا ؟!  تكمن في الموقع الجغرافي : نتحدث عن الدولة المستطيلة الشكل جغرافيا والتي يقع الجزء الأكبر منها في جنوب غرب قارة آسيا ، وجزء أخر صغير ( إسطنبول ) في جنوب شرق أوروبا ، لهذا تعد حلقة الوصل بين قارات العالم القديم ( آسيا ـ أوروبا ـ إفريقيا ) الدولة التي أشبه ما تكون بجزيرة محاطة بسواحل بحرية من ثلاثة جهات جغرافية ، فهي تطل بسواحل بحرية على كل من : البحر الأسود شمالاً ، وبحر مرمره ، وبحر إيجة غرباً ، والبحر المتوسط جنوبا ، وتتحكم في مضيقين بحريين إستراتيجيين وهما : مضيق البوسفور شمالاً بين البحر الأسود وبحر مرمره ، ومضيق الدردنيل جنوباً ، بين بحر مرمره والبحر المتوسط من خلال بحر إيجة ، ومن ثم تتحكم في حركة المرور البحري بين البحرين الأسود والمتوسط ...!!
نعود للكيف ونطرح السؤال التالي : هل ضرب الأكراد في سوريا بحجم أردوغان وحزبة ؟!! وللإجابة بالمختصر لا ، ما الذي يحدث إذا ، قلنا ان هناك ازمات مركبة وانقسامات حادة في الجيش شاهدها العالم أجمع ابان فلم الإنقلاب على اردوغان  ،  والذي مارس فيه ابشع تصفية في الجيش والمؤسسات في عموم تركيا ،كل ذلك وغيره الكثير ، يحتاج إلى حدث اكبر من اردوغان وحزبة المنتهي حكما ليلة 15/7/2016 ، والتي اسميها ليلة الفوضى العارمة في الشرق الاوسط ، والمتابع يعي جيدا ما قاله ترامب قبل أيام من الإنسحاب الأمريكي من سوريا ، تاركا الحلفاء طعما سهلا للعدو التاريخي للأكراد ، نعود لما قال ترامب : بشر بفوضى عارمة ، والسؤال لما كل هذا ؟! في تقديري ان المدرك لحجم الهزيمة التي تعرضت لها امريكا خصوصا أدواتها في سوريا يدرك الاجابة ، امريكا يا ساده تنتقل من الخطة A إلى الخطة B  ، والتي تقتضي تركيا دولة فاشلة ومرتعا لما سمي الدولة الإسلامية ، وباقي التنظيمات الإرهابية ، والتي تعتقد امريكا انها ستكون السلاح الأقوى لتهديد روسيا والصين والعبث في امنهم الداخلي بحسب المزاج الأمريكي ، والسؤال الأخطر من كل ما ذكر ، هل تدرك روسيا والصين انهما قلب الهدف الأمريكي ؟!! للأسف الإدارة الامريكية وليس ترامب فحسب ، يتصرفون بعقلية « الكابوي » مع الهنود الحمر ، تلك العقلية التي تمظهر الفجيعة لتبرير التدخل ، وقد سمعنا التهديدات لتركيا من قبل ترامب ، وما دام الأكراد مهمين لهذه الدرجة فلماذا تركتهم بما نسميه « العراء الامني » ؟! لأنك لا تجد حجة تعيد فيها تركيا للعصور الوسطى غير هذا الخرف العسكري المجنون ، لتكون تركيا مرتعا للإرهاب الذي سيهدد عموم العالم بحسب تقديرك العبقري ، فجاءت هذه الحجة ، والتي لا تنطلي على أصغر محلل سياسي في الصومال ، فما بالك يا صديقي ترامب بدول بحجم روسيا والصين ، وكقارئ لعموم المشهد أنصح وبشدة عدم تحويل تركيا لدولة فاشلة ، لأن مثل هذا الأمر سيقصم ظهر أوروبا وأمريكا للأبد ، اتدري لماذا ؟! لأن الإرهاب كما العاهرة تذهب لمن يدفع اكثر ، ماذا تتوقع من مرتزقة ؟! لا دين ولا قيم ولا شيء سوى المال ،صدقني المافيا اسهل مليار مرة من الإرهاب وفكره ، وسترى كيف سينهار كل شيء بعد ان يتم استيلائهم  وبفضلكم طبعا على النووي ، كم انت رائع يا ترامب ...!!
وحقا ستترك بصنيعك هذا ذكرى جميلة لحكمك ، والذي اعتبره شخصيا وليسجل علي ذلك : مقدمة لتفكك الولايات المتحدة الأمريكية ،
المشكلة ان كلا الطرفين تحت المجهر سواء الأمريكي أو التركي ، والعدوان التركي الذي لم يبدأ إلا بعد إعلان أمريكا الانسحاب من المنطقة المستهدفة ، يبين للعالم أجمع مدى التنسيق الواضح والفاضح بين ترامب واردوغان المأزومين داخليا ، وكل ما يشاع من قبل طرفي المعادلة يأخذ في استهزاء وعلى سبيل النكات المضحكة في الغرف المغلقة للروسي والصيني ، لهذا شخصيا لا استبعد حتى علم  المليشيات الكردية بالمخطط الامريكي ، الرامي إلى افشال الدولة التركية من ناحية ، واحداث تغير ديمغرافي في الشمال السوري ، وهذا شيء في صالح الأكراد الذين عليهم ان يتحملوا ضربات لربما تكون صورية وإن كان هناك ضحايا فلغايات إقناع الرأي العام العالمي بفداحة ما يقوم به التركي لتوفير الغطاء للعمل العسكري الأمريكي القادم ...!!
تركيا لم تعد في المنظورين الروسي والصيني الاكثر ضبابية ، فضلا عن انهم يعرفون جيدا ان الهدف الامريكي اكبر بكثير من تقسيم تركيا ، تماما كما يعرفون المغزى من وجود داعش في سوريا والعراق وليبيا ، نتحدث عن دول عظمى ، وإذ احمل مسؤولية ما يحدث فأنني احمله للناخب التركي ، وسؤالي له ؛ بناءا على ماذا تم انتخاب حزب العدالة والتنمية ؟! تم بناءا على تركيا < صفر مشاكل > والآن ماذا ترى ايها الناخب ؟!! عداء مع العراق ، عداء مع سوريا ، عداء مع مصر ، عداء مع اليونان ، عداء مع الأكراد ، وعداء مع الأرمن ، وعداء مع دول البركس ، وعداء مع الأوروبيين ، لا بل عداء مع العالم أجمع ، كل ذلك مدخل ايها الناخب ، فما المخرج برأيك ؟!! للأسف يا ساده تركيا ستذهب فرق عمله إذا ما تم فعليا تنفيذ الخطة B وفي تقديري أن الأمر لن يتوقف عند تركيا فاشلة ، لأن الخطة B وكما يعلم على الأقل المطلعين تشمل الفوضى فيها عموم المنطقة المستهدفة ضمن الخطة A ...!!
والمفاجأة بل الطامة الكبرى أن عموم المسألة الامريكية عبارة عن إعادة إنتشار للقوات الأمريكي في سوريا ، فقط لتمكين اردوغان من شن ضربات على عدة مواقع في الجزيرة السورية ليس كوكيل لتحقيق اجندة امريكية ، وإنما كشريك في اجندة  ( تركيا فاشلة ) .
والمتابع للتصريحات الامريكية سواء ترامب أو البيت الأبيض يكشف حجم المراوغة والدجل فمثلا ترامب برأيه ان استمرارية التواجد للقوات الامريكية سخيفا ، وتأتي بعد ذلك تصريحات بضرورة الانسحاب ، وبعدها تاتي تصريحات ان كامل العملية عبارة عن إعادة إنتشار ...!!
مع ان القضية بالمختصر المفيد هي : تهيئة الأرضية لتحريك العداء ضد الدولة التركية ، لتحقيق ضربات نوعية داخل الاراضي التركية سواء من الامريكان ، أو ادواتهم من المليشات الكردية وغيرها من التنظيمات الإرهابية ، فتضرب السياحة ، ويضرب الاقتصاد ، وتعود الأزمات المالية الكفيلة بتحريك الداخل التركي لتوفير الغطاء لعمل كافة التنظيمات الإرهابية في الداخل التركي وتحويلها لدولة فاشلة ...!! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .
د. رعد مبيضين .
mynewraed.blogspot.com

Comments

Popular posts from this blog

Human awareness

المنطقة تحتاج إلى مشروع قائم على الإنسانية والأمن الإنساني...!!

إذا حذفتم الإنسانية الجميلة ، ماذا تضعون بدلاً عنها ؟!!