درس خارج غرفة الصف ، في التظهير والتطهير ...!!

درس خارج غرفة الصف ، في التظهير والتطهير ...!!
في تقديرنا أن الإنجاز الاسترتيجي الذي حققته نقابة المعلمين في عمق العملية الإصلاحية بالأمس ، عبر عن تظهير الحقوق الوطنية ، القانونية والإنسانية ، والمالية للمعلمين وغيرهم من عموم فئات المجتمع الصابر على جرمين : جرم الجوع ، وجرم الفساد ، وعبر أيضا عن تطهير العقلية القديمة في الإدارة الحكومية  من كل المصطلحات والسلوكيات التي أكل الدهر عليها وشرب ، إضافة إلى مختصر يبلور مقدمة  لإنقلاب أبيض  بقيادة الملك على كل ما هو خطأ وخطر في آن معا على الأردن ، ويشي  بأن مسألة اجتثاث الفساد وكل من سولت له نفسه المساس بالاردن أرضا وشعبا ونظام هاشميا ، ما هي إلا مسألة وقت ، وبالقانون و القضاء الدولي تحديدا ، الذي سيعيد كامل الحقوق للأردنيين تحت ظل الراية الهاشمية ، والحق لو كنت الآن صاحب الولاية العامة تحت ظل القيادة الهاشمية ، سأقوم بطرح تسويات مالية لإنقاذ من يحسب انه خارج الحسبة القانونية الدولية ...!!
وهنا قد يطول بنا الأمر لو أردنا الحديث عن كل جوانب التظهير والتطهير  وتفاصيل الدرس الوطني الأهم لحقائق << إضراب المعلمين >> ، ولكن بالمختصر  فإن خلاصة الدرس تقول : إذا كان الاحترام (علما ) كما يذهب إلى ذلك العقاد ، فإن للاحترام ( مبادىء وأصولا وحقائق وفروضا ) تقتضي وضع كل شخص في موضعه اللائق ، بما يمنع الخلط ، ويحول دون الغمط ، لأصحاب الحقوق حقوقهم ، وما جاد به الدرس وافر ، ومكثر في الوفرة الفكرية ، والسياسية ، والادارية والمالية ، والإقتصادية : وسؤالي لكل من تابع أو انخرط في هذا الإضراب وللشعب والحكومة أيضا ، هو : هل بالاستطاعة استيعاب درس « إضراب المعلمين » ؟!! سيما وان الإجابة تتجاوز خصوصية الإضراب وشريحة المعلمين ، سواء من ناحية المشاركة الواسعة لمعظم فئات المجتمع ، أو من ناحية تمظهر وجوه الحق الاجتماعي المدني والسياسي  ، ليسهل الطريق أمام ما يسمى (( المواطن والمسؤول )) بالعقل والحجة القانونية والإنسانية ، وبالقدرة على البرهنة على فشل أو نجاح الحكومات ، فضلا عن مضامين جعلت من المواطن ذاته وغير ذاته ، كيف ؟!! حقيقة كإنسانيين ومراقبين لمسنا رغبة جامحة  لدى المواطن قبل المعلم ، نحو ممارسة ما نسميه « الوطنية الإنسانية » ، نعم ، فهناك في الإضراب وجدنا ما نسميه ( القانوني الكوني ) ، و ( المثقف الكوني ) ، و ( الصحفي الكوني ) ، لا بل و ( المواطن الكوني ) ، وهذا يمظهر صراحة ان عصر العبودية انتهى حكما ولن يعود أبدا ، ويطهر كل عقلية متخلفة من مجرد التفكير بسلوك خاطىء ، لأن ذلك السلوك  يعرضة لأشد أنواع المساءلة والعقاب داخل وخارج الحدود ، سيما وان المواطنين الذين يمارس عليهم ذلك السلوك فقهاء بقوانين < القرية الكونية > ، ما يعني ان نهج الحكومات لا بد أن يتغير لتهيأ للمواطن الأردني الأنموذج راحة الفكر ، وحرية الرأي ، والاضطلاع بالمسؤولية الإنسانية ، هذا المواطن المتميز دائما نحو إعلاء قيمة العقل ، والذي لا يسهو وهو في قمة الغضب والانفعال عن التعبير العذب ، إنه نواة الأمة المتعددة ، بكافة المنابت والأصول ، نواة الحاملين لمشاعل الحرية ، القائمين بالأمس على وضع أسس الحضارة الإنسانية الجامعة ،  والقيمين اليوم على مستقبل القلعة الهاشمية ، الرجال  الرجال ، الساعين إلى إصلاح النفس والحياة ، ليعود الماء في عروق الأمة دما ينبض بالحياة ...!!
إذا رسالة الإضراب ، لم تكن تعني المعلمين فحسب ، وإنما تشمل جميع المتضررين من فئات المجتمع ، الذين ابدعوا في مشاركة الدرس ليكون عنوان لمطالبهم ( المالية ، والإصلاحية عموما) ، لا بل والقرينة الدالة على ما يجب أن تفهمه وتتفهمه الحكومة ، ما يعني ان الدرس خارج الغرفة الصفية شكل أنموذج العلاقة الجديدة بين المواطن والحكومة ، وعمل على إرساء ارضية الحركة القانونية داخل وخارج المملكة ...!!
وللتوضيح نقول : إذا كان مطلوبا من المواطن احترام وتطبيق القوانين المحلية ، فإن على الحكومات المتعاقبة أيضأ احترام وتطبيق القوانين الدولية ، وبخاصة التي تم التوقيع عليها من قبل الحكومة الأردنية ، والتي تسمو فوق القوانين المحلية ، وكل ما ذكرنا يقود إلى مسألة غاية في الأهمية تقتضي الدخول الآن ، وقبل فوات الأوان في جملة الإصلاحات والمداخيل للرواتب التقاعدية والعاملين ، وهنا قد يأتي أحد المنظرين في الحكومة ويقول ، لماذا نفعل كل ذلك ؟!! وللإجابة على هذا التساؤل المشكور عليه من طرحه نقول :  الحكومة إذا كانت قادرة على تطبيق القوانين المحلية على المواطنين ، فإن المواطنين قادرين على تطبيق القوانين الدولية على الحكومات ، كمسؤول تتحدث في القانون مع المواطن ، والمواطن يتحدث معك أيضا في القانون ، وبالعامية ( الحق ما بزعل ) ...!!
ومفاد الدرس للحكومة ان المواطن الذي حافظ على الحد الادنى من التعبير الديمقراطي ، شكل  ( وعي رسمي ) ليشاطره أوجه الطموح الوطني، ولكن  بخطوات عملية لا تنظيريه ، لماذا عملية ؟!! مالية ، واقتصادية ، وإعلامية ، وتربوية وتعليمية ، حتى يمكن استثمارها اقليميا ودوليا لإعادة ما اشرت إليه سابقا وهو « التمكين الوظيفي » للدولة الأردنية في عالم دخل حقبة ما بعد الأحادية القطبية ،  والتي قد يفهمها كل عقيم سياسي انها مرحلة فصام وخصام مع أمريكا وعموم الغرب وإسرائيل ، وهي على العكس تماما ، لأن ذلك في ميزان التعدد القطبي يعتبر (خبرات دولية ) من ناحية ، ومن ناحية ثانية فإن امريكا كدولة عظمى في التعدد يمكن الاستفادة منها اكثر من ان تكون عنوان الاحادية القطبية ، ولا نريد الإفاضة بهذا الصدد ، لأننا نريد البقاء في سياق موضوعنا ودرسنا ، والذي برهن للجميع حرفية وتفوق العمل النقابي ، والذي استطاع ان يبدد الصورة النمطية التي طبعت في ذهنية المسؤول عن المواطن الأردني الراضي ، المستكين و المسكين ، المنتظر للفتات والهبات ، المواطن الذي لا يمكن أبدا تجاهله أو الإستعلاء عليه الآن أو القفز فوق حقوقه ومستحقاته المالية والمعنوية ، لأنه يمتلك أوراق قانونية  تحكم الحكومات ، وتحاسب كل مسؤول ، وتصحح مسار ونهج السلطات وبالقانون ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .
د. رعد مبيضين .
mynewraed.blogspot.com

Comments

Popular posts from this blog

Human awareness

المنطقة تحتاج إلى مشروع قائم على الإنسانية والأمن الإنساني...!!

إذا حذفتم الإنسانية الجميلة ، ماذا تضعون بدلاً عنها ؟!!